كلنا نعرف الآية التي قال الله فيها (( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ))
مدح الله المشاور في الأمور ، ومدح القوم الذين يمتثلون ذلك ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في الأمور المتعلقة بمصالح الحروب ، وذُكر منه في الاثر كثير، ولم يشاورهم في الأحكام ; لأنها منزلة من عند الله على جميع الأقسام : من الفرض ، والمكروه ، والمباح ، والحرام .
فأما الصحابة بعد استئثار الله برسوله علينا فكانوا يتشاورون في الأحكام ، ويستنبطونه من الكتاب والسنة ; وإن أول ما تشاور فيه الصحابة الخلافة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينص عليها حتى كان فيها بين أبي بكر والأنصار ما كان . وقال عمر : ( نرضى لدنيانا ما رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا )
و شعار مجلس الشورى في وطننا الغالي" وأمرهم شورى بينهم "
ولكن سؤالي هنا
ما هو ذلك الأمر الذي وجب الشورى عليه ؟؟
و حول ماذا يتشاورون !!!
في الحقيقة :
لم نكن نسمع أو نرى تشاورهم أو بالأصح مجلسهم ، بل أكثرنا لم يكن يعرف عنهم أي شيء !!
وهذا إن دل
دل على إنجازاتهم العظيمة !! و قراراتهم الصارمة !! التي أحدثت كل هذا التطور !!!
حتى صدر قرار الملك عبدالله ( حفظه الله )
بعرض هذا التشاور على الملأ محاولةً منه لتحريكهم قليلاً علهم يستحون !!
( طبعاً بعد الفلتر )
و للأسف لا حياة لمن تنادي !!
و مع كل التحفظ على بعض مقترحاتهم ، إلا أنني لا أراهم يناقشون مواضيع تطوير الوطن ، أو ربما نجهلها ،...
ولكن من توصياتهم ونقاشاتهم الهادفة و البارزة ؛
قياده المرأة للسيارة ، و تأخير وقت صلاة العشاء ، و تغيير العطلة الأسبوعية ، و و و ..
و لا أنكر أنه يوجد توصيات لها جانب إيجابي ،
و لا داعي لذكر تلك المواضيع !!
بما أن تسعون بالمائة من مواضيعهم يصوتون عليها ب ( لا )
و حتى التي يوافقون عليها لا تطبق توصياتهم عليها !!!
وذلك لأسباب عده لعل من أبرزها ، صلاحيات المجلس ، و أن سلطته تشريعيه و ليست تنفيذيه ،،،.
علماً : بأن تعيين عضو لمجلس الشورى يعتبر تكليفً و ليس تشريفً
الغريب في الموضوع !!
أن المجتمع يرفض و يعارض إشراك المرأة في المجلس ؟؟
مع أنه لا يقدم و لا يؤخر !!
عموماً :
فالشورى في مجتمعنا لها مفهوم أخر , و الشورى يجب أن تكون لشخص حكيم ذو خبرة , وليس لرأي العامة , أو فقط لشخص أثق به ,
هناك حكمه قرأتها ذات يوم و لا مانع أن أضيفها هنا :
" إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي لبيب أو مشورة حازم ولا تجعل الشورى عليك غضاضة فإن الخوافي نافع للقوادم "
كنت قد قرأت لشخص ما مقال حول هذا الموضوع !!
و قد ختم مقاله بسؤال : وهو بالنص ،
( أعزائي أعضاء مجلس الشورى ، وش تشتغلون ؟؟ )
فما كان مني إلا أن أجبته ببساطه :
( و أمرهم شورى بينهم )
" بقلم أبو العنود "